رحلة تسوق من زمن الطيبين
اقتباس النص من الصورة
“Medical Supply Specialist Muhammad Abu-Leila on a commissary expedition at the well-stocked ‘Ar’ar grocery of Khalil and Adnan Nujaidi.”
الترجمة العربية:
“أخصائي الإمدادات الطبية محمد أبو ليلى أثناء رحلة تسوق في بقالة عرعر المملوكة لخليل وعدنان النجيدي، والمشهورة بتنوع بضائعها.“
تاريخ الحدث سبتمبر ١٩٦٥ م
ومضة:
في زحام الصور الباهتة التي تركها الزمن خلفه، تلمع هذه اللقطة كوميضٍ دافئ من ماضٍ لا يُنسى.
هنا، في زاوية بقالة صغيرة في عرعر، يقف محمد أبو ليلى، أخصائي الإمدادات الطبية، في متجرٍ أنعشته أيادي خليل وعدنان النجيدي.
كل علبة فوق الرف كانت تحمل عبق رحلة، وكل زاوية من المكان كانت تهمس بقصص لا يرويها إلا من عاشها. لم تكن البقالة مجرد متجر؛ كانت مرفأً للأحاديث العفوية، وجسرًا بين القلوب قبل أن تكون جسرًا للبضائع.
تُرى، كم من ابتسامةٍ تبادلتها الأيدي فوق هذا الطاولة الخشبية؟
كم من دعاءٍ صادقٍ وُلد في تلك اللحظة التي تسلَّم فيها رجلٌ كيسًا صغيرًا ليحمل إلى بيته قوت أيامه؟
تغمرني الدهشة، كيف كانت البساطة تملأ الأمكنة بهذا الجمال العميق! كيف كان السوق يعيش بنا، لا نحن من نعيش به! كانت الأشياء تنبض بالحياة، وكان للشراء طعم، وللقاء معنى، وللحديث ظل لا يُنسى.
في زوايا الصورة، لا أرى مجرد رجالٍ يتبادلون السلع، بل أرواحًا تنسج خيوط الألفة…
كم يبدو الزمن الحالي موحشًا أمام بهجة تلك اللحظات البسيطة.
سلامٌ على تلك الأسواق، وسلامٌ على زمنٍ كانت البقالة فيه أشبه بقلب القرية، يخفق بالمحبة والرضا.